العيد زيه كمامة وضيافته تعقيم
أيّ فيروس لعين هذا الذي لايُرى بالعين المجردة جاء ليقلب حياة الكون بأسره رأساً على عقب ويُمسك الكرة الأرضية بقبضة من لعنة. لعلّها رسالة الله التي تثبت أنَّ الإنسان هو أضعف ما خلق الله.
ليأتي اليوم عيدنا مُفرغاً جيوبه من البهجة، مُغيبة فيه كل الطقوس التي تربينا عليها وعلمنا إياه ديننا.
فحُرمنا أولاً من صلاة العيد واستقباله بالتهليل في بيوت الله جماعة ليقضي كل شخص صلاته وحيداً في منزله، منزوياً على سجادته.
وسرق البسمة من على شفاه الأطفال، فبعد أن كان العيد فرحتهم بقضاء الوقت بين مدينة الألعاب والمطاعم والتنزه مع الأصدقاء جاء هذا العيد بطقوسه الكورونية ليجعلهم قابعين في منازلهم، محرومين من ارتداء ملابسهم الجديدة و تقبيل جبين جداتهم وأخذ العيدية.
فبهجة الجمعات العائلية وصلة الأرحام والالتئام حول مائدة واحدة بات اليوم مقتصر على رسائل واتس أب ومكالمات هاتفية.
لنعيش اليوم وفي كل البلاد عيد رمادي كئيب خالياً من كل ألوان البهجة، وطقوس الروحانية لنعيش عيد لم يبقَ منه إلا اسمه، تاركة عيداً بعين دامعة، وياء جريحة، ودال ذليلة…
منور توفيق اسماعيل