خليها بيناتنا

الأسواق بين تكدس البضائع و عجز المستهلك

كلنا يؤكد أن ما شهدته في سورية من تراجع اقتصادي ملحوظ لم يسبق له مثيل، فسورية التي عاشت حوالي العشر سنوات عجاف في ظل الأزمة والحرب لم تصل إلى هذا الانحدار الاقتصادي كما اليوم فالصناعي بعد ان عانى ما عاناه من حدود شبه مغلقة و جفاء في التصدير يقف حائرا ملتفتا الى سوق محلي عاجز .

جائحة كورونا جاءت على اسواق سورية كما  الشعرة التي قسمت ظهر البعير، فبعد الحجر الذي فرض بإغلاق الاسواق و خصوصاً تلك التي تقدم الألبسة و الجلديات  أدى الى توقيف عرض منتج موسمي لا يمكن لمنتجه العرض بفترة من السنة مغايرة لموسمه و على عادتهم كدسوا بضائعهم المعدة للموسم الصيفي و إذ بهذا الموسم قد تأخر للظهور للجمهور مما أدى الى كسداها و تكدسها في المستودعات

لم يفي افتتاح متاجرهم الجزئي بالغرض و كما وصف احدهم كصحوة أصحاب الكهف فلا الاسعار ستتناسب و لا الوقت يكفي لتصريف ما تكدس و دخل المواطن وقدرته الشرائية خصوصاً في شهر رمضان الذي لزم بتأمين احتياجاتهم الأولية من طعام وغذاء افرغ الجيوب و صعب الأحوال .

معادلة أطرافها الاثنين خاسرين فالتجار يريدون أن يسدوا العجز الذي سببته كورونا، ودخل المواطن  السوري لا يسد حاجاته الأساسية.

و على الرغم من تصرف بعض التجار بحنكة حيث عرضوا منتجاتهم بسعر التكلفة ليس أبداً من باب  الرحمة و الرأفة بالمستهلك لا بل للحرص من أجل تصريف بضاعة ان لم تصرف بهذه الأيام قد يفشل بتصريفها بالموسم المقبل فبعضها يخضع للموضة و لن ترضي أذواق الزبائن للعام المقبل و لكن جدير بنا ان ندرك ان ارتفاع المواد و اختلاف الأسعار قد يؤدي الى إفلاس بعضهم فما امكن تصريفه لن يفي بسد تكلفة المواد الأولية التي ارتفعت فجأة بهذه الظروف بقي هنا السؤال من يعوض المستهلك فراغ جيوبه و التاجر و الصناعي تكدس بضائعه؟

منور توفيق اسماعيل

زر الذهاب إلى الأعلى