العيد بين حاجة المستهلك وحاجز الغلاء
شهدت أسواق العاصمة السورية دمشق ارتفاعا غير مسبوقاً بالأسعار تزامنا مع اقتراب قدوم عيد الفطر
ففي الأونة الأخيرة وفي ظل كورونا تغيرت أولويات المواطن فمعظم إنفاقه تمركز حول المواد الغذائية والمنظفات والمعقمات والحاجيات الأساسية للمنزل
فارتاد إلى الأسواق ليفاجأ بأسعار أفضل مايقال عنها أنها بعيدة عن الواقع بدرجات فأسعار الألبسة تحلق بدون أجنحة ،
على مايبدو تجارنا نسو أو تناسو أن هناك عدداً كبيراً من الأسر السورية إن لم نقل معظمهم من محدودي الدخل كما أن العديد من الأسر تعاني من تدهور الوضع الاقتصادي نتيجة لحرب طاحنة استمرت تسع سنوات فما لبث المواطن السوري أن نفض عن نفسه غبار الحرب ليفاجأ بكابوس كورونا
حيث شهدت الأسواق ارتفاعاً جنوني وغير منطقي بأسعار سلع مستلزمات العيد من ملابس وحلويات ومتطلبات العيد
وعلل التجار سبب ارتفاع الأسعار الجنوني بارتفاع تكاليف شحن البضائع بين المحافظات بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وارتفاع ثمن المواد الأولية وتدهور الليرة السورية و الحصار الأمريكي الخانق الذي يمارس ضد الدولة السورية وأيضا أدت الحرب لخروج العديد من المنشآت الصناعية من الخدمة مما أثر بشكل كبير على الإنتاج المحلي
ورغم كل محاولات الدولة لمنع ارتفاع الأسعار لاتزال أسعار المواد في طريقها نحو الطيران
ازداد العبء المالي على الآباء واعتلت ملامح اليأس والإحباط الوجوه فأصبح العيد بين لهفة القدوم وزيادة الأعباء والهموم
وخاصة أن هناك عادة ارتبطت في ذهن أطفالنا منذ القدم أن قدوم العيد مرتبط بالثياب الجديدة والشوكولا والحلويات
ومابين ارتفاع الأسعار الجنوني وتبرير التجار للجشع وانعدام الدخل وتقييد الحركة والحجر يغرق المواطن السوري في دوامة تيار لا يعرف طريقاً للرجوع منه
والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سيبقى المواطن يدفع ثمن واقع فرض عليه؟
نور رستم