خليها بيناتنا

سيذهب الوباء و يأتي البلاء … توقعات للأسوء

الوباء العالمي لم يكن كما هو في سورية فصناعتها ما ان نفضت عن ظهرها غبار الحرب تطلعت الى فتح اسواق تصديرية و اسواق محلية بحلول الامن و الامان من دمشق الى حلب ليأت كورونا معلناً احتلال الصين فاعتقد الصناعيون انه كما المثل الشعبي ” مصائب قوم عند قوم فوائد ” فهمّوا بإنتاج يفوق التقدير متأملين نجاحا اقتصاديا يعوض عن سنين الحرب و الحرمان عقود و وعود حملت في طياتها كثير من الآمال ما لبست الى ان تحولت الى سراب بعد ان كانت فرصة لهم ليعيدوا الق الصناعة الى مصانعهم و ديارهم لينشروا منتجاتهم عبر الحدود و لكن هذا الوباء أتى على ما تبقى من الهمم فتحول الفيروس الى جائحة جابت الكوكب الازرق فتوقفت الاسواق التصديرية قبل المحلية فجأة و انتقلنا الى حجر صحي عالمي لم يكن بالحسبان فذاك الوباء الذي اعتقد الجميع مكوثه في بلاد التنين جال بلا استئذان .

فقدت الاسواق روادها و امتنعوا عن قبلتها فحولوا مدخراتهم الى خبز و لحم و ماء و جن جنون الغذاء .. فالطعام اولا .

و بدأت حمى لم يواجهها المجتمع السوري بظروف الحرب القاسية حجر صحي و اغلاق أسواق و توقف النقل و قرار تلو قرار .

لا يمكننا لوم الحكومة على ما تم فبالعكس ما تم يمكن تكريسه تحت شعار صحة و حياة المواطن هي الاهم .

إلا ان التنبيه أتى ان لا تتوقف عجلة الانتاج و تفاقمت المشكلة الى عنق الزجاجة فالمستودعات امتلأت و لا تصريف فهب الصناعيون بالمناداة ان انقذونا و لكن الصحة اولا.

صدر التعميم الحكومي و بات بالإمكان الفتح الجزئي لأيام و ساعات و اعتبر البعض انه اضعف الإيمان و لكن المنتج و التاجر لم يجد من قائل ” شوفي عندك هات ” فالاسواق توقفت لحظة موسم الربيع و الكل مستودعات محاله لا تجد متر فراغ و هنا سنشهد البلاء فلا يتوقع احدنا ان هذا سينعكس ايجابا فالورش البسيطة لن تقلع كما هو معتقد على الأقل للنصف الثاني من رمضان هذا ان توفر ما توفر بعد الاستنزاف بالصرف على الغذاء

سيبدأ البلاء حتما فصغار الكسبة من عمال بسيطين و مياومين سيواجهون حجج ارباب عملهم عكس ما توقعوه من اشتياق بل ستنعكس عليهم بالتسريح و تقليص الاجور هذا ان لم يعملوا بأجر آجل.

قد نحتاج الى معجزات فالتباطئ الشديد قد يمتد الى اشهر هذا ان انتهت هذه الجائحة بلا تمديد لخطرها سواء عالميا أو محليا و ما علينا سوى الانتظار مع الحفاظ على مسافة الأمان

بشير البوشي

زر الذهاب إلى الأعلى