المواطن ينتظر تحرككم…
كتب الاستشاري المصرفي الدكتور محمد الجبالي:
شهدت الآونة الأخيرة قفزات متتالية في أسعار معظم السلع والمنتجات المعروضة في أسواقنا ، الأمر الذي شكل ضغطا ماديا جديدا على الأسر السورية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسلع الاستهلاكية اليومية.
الظروف الاقتصادية الراهنة لها انعكاسات سلبية من الناحية الاجتماعية ايضا، فالمتتبع لحركة الأسواق يجدها تعاني من الجمود وقلة الطلب، ما ينعكس بشكل مباشر على تصريف الإنتاج وبالتالي على العمالة في المصانع .
أيضا تدهور الحالة الاقتصادية تدفع بشكل مباشر إلى تدهور الحالة الاجتماعية على شتى الجوانب سواء من حيث تفكك الأسر أو عبر زيادة معدلات الجريمة والسرقة، وهذا ما شهدناه مؤخرا عبر ما يتم نشره على الصفحات الزرقاء من تعرض الكثير من السيارات للسرقة، وبغض النظر إن كانت هذه السرقات التي تحدث عن حاجة السارق للمال أم أنها هواية، فإن الرخاء الاقتصادي ينعكس على الحالة الاجتماعية للمجتمع والعكس صحيح.
ومع المؤشرات السلبية اجتماعيا واقتصاديا التي اردفناها سابقا، نطرح السؤال التالي:
ألم يئن الآوان للقطاع الأعمال أن يتحمل مسؤوليته الاجتماعية اتجاه المجتمع؟..
لماذا كلما ارتفع سعر الصرف بضع ليرات تم رفع أسعار المواد الغذائية والأدوية مئات الليرات؟.. هل هذا هو منطق المسؤولية الاجتماعية لمن يقوم بتوريد المواد الغذائية للأسواق؟..
نحن نطالب قطاع الأعمال من غرف واتحادات على اختلاف انشطتهم، بالتحرك لتخفيض الأسعار، وبنفس الوقت لا نقول لهم تعرضوا للخسائر، ولكن خفضوا نسب هوامش الربح، وليكن تسعير السلع الغذائية الاساسية والادوية ينطلق من مبدأ الإنسانية ، وليس من مبدأ اقتصادي وربحي بحت.
فالتاجر والصناعي السوري من سماته المعهودة، أنه أخلاقي وإنساني في بيعه وشرائه وتعاملاته، والمواطن ينتظر تحرككم بما ينصف دخله الضعيف.
المصدر: الاقتصاد اليوم