قال الخبير

الذهب من وقت

يستخدم معظم الناس مقولة : “الوقت من ذهب” بشكل لا شعوري ، إذ تؤكد العبارة أهمية المال على الوقت .
إنها عبارة معبرة وجذابة ، لكنها غير صحيحة .
إذا لم تعرف قائل هذه العبارة ، فانظر إلى ورقة المائة دولار ولسوف ترى صورة الفيلسوف والكاتب الأمريكي “بنجامين فرانكلين” .
قال عبارته هذع في القرن الثامن عشر ، وربما أن هذه المقولة هي التي جعلت الأمريكيين يضعون صورته على ورقة المائة دولار .
الوقت ليس من ذهب ، لأن الذهب من الوقت .
فليس لكسب المال حدود وما تحتاجه منه أقل بكثير مما نظن .
بينما الوقت محدود وقيمته بلا حدود ، ومهما حصلنا عليه ، فلن نصل إلى درجة الأشباع إلا أذا عشنا وقتنا باستمتاع .
والسبيل الوحيد للاستمتاع هو إنفاق الأموال لتحقيق سعادة الأحوال .
ما لم تقدّر نفسك ، لن تقدّر وقتك . وما لم اقدّر وقتك لن تستثمره فيما يفيد ويجعلك ذلك الإنسان السعيد .
وفي هذا الصدد يقول جبران خليل جبران : “لقد تغيّر الوقت ومعه تغيرنا ، وتحرّك الوقت ومعه تحرّكنا ، وكشف عن وجهه فألهمنا وأنعشنا” .
فالوقت مدرسة تعلمنا ، ونار تلهب مشاعرنا .
لقد فشلت الأساليب التقليدية في تعليم إدارة الوقت لأنها ركزت على إدارة وتنظيم الوقت المتاح ، لا على الإحساس والاستمتاع والمعنى الذي نستشعره في كل لحظة نعيشها . وعندما نقول “الذهب من الوقت” فإما نعني شراء الوقت بالمال ، أي شراء ما يجعلنا نقضي وقتاً سعيداً وعملاً جديداً ، فلا نضطر لعمل لا نحبه أو نجبر على صحبة تخلو من السرور ، أو نعيش في مكان لا يغمرنا بالحبور . لأن العمر يحسب بأسعد اللحظات لا بعدد السنوات .
نحن جميعاً نسعى لكسب المال وتكديس الثروات وجمع الدولارات التي تحمل صورة “بنجامين فرانكلين” ، ليس لأنه عاش حياة الأثرياء والأغنياء ، بل لأنه عاش حياة الأصحاء .
ولم تضع أمريكا صورته على عملتها لأنه كان أغنى الأغنياء ، بل لأنه كان أذكى الأذكياء .
لقد كان غنياً بفكره وعلمه ولغته وعطائه ، وترك بصمة لا تمحى .
ومع أن صورته مطبوعة على كل ورقة من فئة المائة دولار ، فإنه اليوم لا يستطيع أن يستخدم واحدة منها

منقول

المعلن

زر الذهاب إلى الأعلى